الاستثمار من الألف إلى الياء

الاستثمار

للاستثمار معانٍ عدة تختلف باختلاف طبيعة الهدف منه، وعند النظر له من الناحية المالية؛ يمكن تعريف الاستثمار بأنه عملية شراء لأصل على أمل أن تنمو قيمته في المستقبل ليحقق عائدًا للمستثمر كدفعات نقدية مستمرة أو نمو في رأس المال (قيمة الأصل).

ماهي الأصول؟

الأصل هو ما يمكن للأفراد أو الشركات أو الدول تملكه مع توقع وجود فائدة مستقبلية له. ويمكن تقسيم الأصول إلى قسمين:

- الأول، الأصول الحقيقية وهي الأصول المادية التي تملك قيمة لذاتها وخصائصها، على سبيل المثال: المباني، والأراضي، والسلع، والمعدات، والموارد الطبيعية. والتي تلعب دورا مهما في تحديد القدرة الانتاجية لاقتصادات الدول.

- الثاني، الأصول المالية، مثل الأسهم والسندات، وهي عادة إما أوراق أو مدخلات حاسوبية لا تسهم بشكل مباشر في الاقتصاد. ولكن يتم استخدامها في الدول المتقدمة كوسيلة لحفظ حق في أصل حقيقي. ويمكن تعريفها بأنها أصول غير ملموسة عادة، تستمد قيمتها من علاقة تعاقدية؛ تلك العلاقة تكون إما مطالبة بملكية أو بإيرادات ناتجة عن أصل حقيقي، أو دخل من الحكومة. على سبيل المثال: إذا لم تتمكن من إنشاء شركة لصناعة الطائرات (وهي أصل حقيقي)، يمكنك شراء سهم (وهو أصل مالي) في Airbus أو Boeing، وبالتالي ستشارك الشركة في الدخل الناتج عن صناعة الطائرات. وتعتبر الأصول المالية أسهل وأكثر سيولة في بيعها وشرائها مقارنة بالأصول الحقيقية.

كيف يكون الاستثمار؟

بشكل مبسط، يمكن تحقيق النفع من الاستثمار بطريقتين:

⁃ الأولى، النمو في رأس المال، وتكون على سبيل المثال عند شراء أصل كالأسهم بسعر منخفض، وبيعها عند ارتفاع سعرها بسعر مرتفع. ويكون الفرق بين سعر البيع والشراء هو المكسب في رأس المال.

⁃ الثانية، توليد دخل مستمر عن طريق الاستثمار في أصل يحقق أرباحا مستمرة، كالأسهم التي تدفع توزيعات نقدية بشكل متواصل كل فترة دورية من الزمن.

ماهي الأنواع الأساسية للأصول التي يمكن الاستثمار بها؟

توجد 4 أصول رئيسية يمكن الاستثمار بها، وهي: الأسهم، السندات (الصكوك)، السلع، والعقارات. وفي حال أراد المستثمر تحقيق التنويع بشكل أكبر، يمكن الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، مثل الصناديق الاستثمارية المتداولة التي تستثمر وتنوع في هذه الأصول الأساسية الأربعة.

الأسهم

يعتبر السهم حصة ملكية في شركة معينة، وتقوم الشركات بطرح أسهمها من أجل الحصول على الأموال التي تسهم في استمرار عملياتها التشغيلية. عند امتلاك سهم في شركة ما؛ يحق لك مشاركتها في مكاسبها عند ارتفاع قيمتها السوقية، وأيضا خسائرها عند انخفاض قيمتها السوقية. علاوة على ذلك، توزع بعض الشركات أرباحا مقابل كل سهم نظير ما حققته من أرباح لعملياتها التشغيلية، وتكون كدفعات صغيرة منتظمة ولا يلزم الشركة توزيع أرباحها بشكل كامل.

السندات (الصكوك)

السندات والصكوك هي وسيلة لإقراض الشركات والحكومات، وفيها يكون المستثمر هو المُقرض، والذي بدوره يقوم بشراء السند الصادر من المقترض مقابل فائدة ثابتة محددة يدفعها مُصدر السند لفترة زمنية محددة، بالإضافة إلى الأموال التي اقترضها من المستثمر بعد نهاية الفترة. تعتبر السندات من الأصول الاستثمارية منخفضة المخاطر بسبب معدلات الفائدة المضمونة والثابتة، ومع ذلك ليست كل السندات آمنة، فشراء السندات من الشركات ذات التصنيف الائتماني الضعيف يزيد من مخاطر عدم السداد. تختلف الصكوك عن السندات في أنها موافقة للشريعة الإسلامية، حيث يكون حامل الصك مالكا جزئيا للأصل المتفق عليه ويحصل حامل الصك على جزء محدد من الأرباح الناتجة عنه لفترة محددة من الزمن، على عكس السندات التي تحدد نسبة ثابتة من الفوائد (الأرباح).

السلع

تعد المواد الخام المستخدمة في الصناعة كالمنتجات الزراعية، ومنتجات الطاقة، والمعادن بما فيها المعادن الثمينة (الذهب، والفضة) سلعًا. وتعتمد أسعارها بشكل أساسي على العرض والطلب. على سبيل المثال: عند حدوث أزمة وباء كوفيد-١٩ انخفضت أسعار النفط بشكل كبير بسبب شح الطلب على النفط مع القرارات العالمية التي ألزمت الناس بالبقاء في المنازل وحظر التجول. لا يكون الاستثمار في هذه السلع عن طريق شرائها وتخزينها بشكل حقيقي لدى المالك، ولكن توجد وسائل تسهل الاستثمار فيها مثل العقود الآجلة، والصناديق الاستثمارية أو حتى أسهم الشركات التي تنتج وتستخرج السلع. يستثمر عادة في السلع أصحاب الخبرة في المجال نظرًا لوجود مخاطر مرتفعة فيها.

العقارات

يكون الاستثمار في العقارات عند شراء قطعة أرض، منزل، مبنى، أو حتى شقة. ويختلف تحديد مستوى مخاطرة الاستثمار فيها عن بقية الأصول التي ذكرناها نظرًا لوجود العديد من العوامل التي تحكم المخاطر. يمكن الاستثمار في العقارات أيضًا عن طريق شراء وحدات في الصناديق الاستثمارية العقارية المتداولة (الريت)، والتي تستثمر بشكل مباشر في العقارات لتحقيق الدخل، وتقوم بتوزيعات دورية للأرباح، في السعودية على سبيل المثال تُلزم هذه الصناديق بتوزيع 90% من صافي أرباحها بشكل دوري (سنويا) كحد أدنى.

الصناديق الاستثمارية

تستثمر الصناديق الاستثمارية في جميع الأصول التي تم ذكرها مثل الأسهم والسلع؛ لهدف معين يتم تحديده عند إنشاء الصندوق، وتتيح للمستثمرين عند شراء وحداتها الاستثمار في مئات وربما آلاف الأصول في وقت واحد، مما يحقق تنويعا أفضل وبالتالي مخاطر أقل للاستثمار. وتتعدد أنواع الصناديق الاستثمارية باختلاف صفاتها.

لماذا أستثمر؟

يمكن للاستثمار تحقيق الأمن المالي لك في الحاضر والمستقبل، من خلال تنمية ثروتك بشكل أسرع من جمع الأموال دون استثمارها. يوفر لك الاستثمار أيضا الراحة المالية عند التقاعد، بل وحتى إمكانية التقاعد المبكر، ليس ذلك فحسب، بل يمكن من خلاله تحقيق أهداف أخرى مثل شراء سيارة أو منزل وغيرها من الأهداف الشخصية التي يصعب تحقيقها بالطرق الأخرى.